أم محمد.. ولا "بتقرا" عربى ولا إنجليزى بس "بتقرا الفنجان" كويس جدا

أم محمد.. ولا "بتقرا" عربى ولا إنجليزى بس "بتقرا الفنجان" كويس جدا
سبرتاية نحاسية وفنجان قهوة وباب مفتوح للجميع.. هكذا تضبط السيدة التى لم تتعلم قراءة الحروف أسرار صنعتها فى قراءة الفناجين داخل حدود منزلها المنزوى بين حوارى منطقة الحفرية ببشتيل، على مقاس طبليتها الصغيرة وحوائط منزلها ومنازل جيرانها الضيقة ضبطت تسعيرتها من خمسة جنيهات إلى عشرين جنيهاً فى أقصى حالتها، بين الحقيقة والخرافة عاشت عشرين عاماً من سنوات عمرها الخمسة والأربعين حتى وجدت علاجها الوحيد فى "الفنجان".

تقف على أبواب "أم محمد" السائلات عن يوم الفرج وخيانة زوج أو علاج ابن، تتلمسن أطراف المستقبل بين رموز فنجان السيدة التى انتشرت أسطورتها منذ جاءت المنطقة آتيه من تُرب "المجاورين" فى الجمالية، حيث بدأت القصة التى يعرفها الجميع هناك وتحكيها هى: "من عشرين سنة كنت عادية جداً معرفش حاجة عن الفنجان ولا غيره، لكن ظروفى وظروف جوزى خلتنا نعيش فى المقابر".


وتعرف أم محمد نفسها على أنها قارئة فنجان "بالغصب" لا لإرادتها أو لمكسب، وتقول "أنا مبقراش الفنجان بمزاجى بالعكس حاولت أبطل كثير، لكن ما قدرتش عشان جسمى ملموس بجن، والفنجان هو الحاجة الوحيدة اللى برتاح بيها.. وموضوع الفلوس ده حاجة بتبقى من اللى بقراله هو وزوقه، وفى الأول أو فى الآخر أنا غلبانة وكل زباينى غلابة زى حالاتى، وبتبقى حاجات بسيطة تعيش الواحد". 

تواصل الأم لأربعة أولاد قصتها: "فى الأول فكرت أن عندى مشكلة نفسية وحاولت أتعالج وروحت لدكاترة حتى مستشفى المجانين ومالقيتش علاج، وروحت الجوامع وجالى شيوخ لقيت نفسى بجرى وراهم غصب عنى أول ما بيقروا القرآن، وحتى الكنايس رحتها وما لقيتش علاج.. واكتشفت بعد فترة حاجة بتشدنى نحيه الفنجان وبمجرد ما ببص ليه بتجيلى أسرار اللى شرب منه، وهيحصل ليهم إيه وبرتاح أكثر".
تبدأ جلسة السيدة بالتعرف على اسم زبونتها واسم الأم، تسلم عليها كما تقول حتى يبدأ التواصل بينهما، ثم تبدأ فى إعداد فنجان قهوة بينما تتابع الزبونة إلقاء همومها فى ورقة وثنيها، وهنا تنتهى "أم محمد" من إعداد فنجانها تقدمه قبل أن تضع الأخرى الورقة أسفل طبق الفنجان الصغير، ومع انتهاء الفنجان تقلبه السيدة وتتركه دقائق قبل أن تبدأ القراءة الوحيدة التى تعرفها، ومن بعدها تخرج الورقة التى تدعوها "النجم" من أسفل الفنجان، وتشعل فيها النيران قبل أن تعيدها لتحترق بداخل الفنجان. 
بعد الانتهاء من الحالة تعود قارئة الفنجان للحديث و"الفقر" فى عينيها قائلة: "ياما شفت نصابين باسم الفنجان وفتح المندل وغيرها من الحاجات اللى مش حقيقية، وفى مرة وصلت أنى بلغت عن واحد اسمه صبحى من حلوان البلد واتقبض عليه، لأنه كان بيوهم الستات أنه بيعالجهم من الجن". 


0 التعليقات: